شعبة العلم
شعبة العلم يرحب بالزوار الاعزاء وبطلب منهم ان يتركوا بصمة فيها
شعبة العلم
شعبة العلم يرحب بالزوار الاعزاء وبطلب منهم ان يتركوا بصمة فيها
شعبة العلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شعبة العلم

للتعليم والتربية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نداء الإيمان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو سميرة
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 258
تاريخ التسجيل : 27/11/2012

نداء الإيمان  Empty
مُساهمةموضوع: نداء الإيمان    نداء الإيمان  Icon_minitime1السبت ديسمبر 15, 2012 6:05 pm

لا تجتمع التقوى مع أكل الربا
(يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة، و اتقوا الله لعلكم تفلحون واتقوا النار التي أعدت للكافرين، وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون) آل عمران 130.
الربا من المواضيع البارزة التي يليها القرآن عناية خاصة تحذيرا وتنفيرا منها وقد مر معنا في سورة البقرة قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مومنين، فإن لم تفعلوا فآذنوا بحرب من الله ورسوله، وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون).
والوعيد الذي تحمله هذه أبلغ وعيد ومن لم ترده هذه الآية فلا يمكن أن يرده شيء.
أما الآية موضوع هذا النداء ففيها نهي عن تعاطي الربا وأكله أضعافا مضاعفة.
المؤمن التقي لا يأكل الربا
ولا شك أن التحذير منه مرة أخرى إنما لشره وخطورته. ذلك أن الربا ليس معاملة محدودة بل هو فلسفة في التعامل المالي تقوم على استغلال حاجات الناس وعلى البخل والشح. والملاحظ اقتران النهي عن الربا بالأمربالتقوى وهذا في سورة البقرة، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مومنين)، وهنا في سورة آل عمران يقول تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة، واتقوا الله لعلكم تفلحون واتقوا النار التي أعدت للكافرين، وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون). آل عمران 130 واقتران النهي عن الربا بالأمر بالتقوى يدل على أن الاستجابة لهذا الأمر إنما هي مظهر من مظاهر التقوى، وإن الجرأة عليه وتجاهله وتجاوزه والإعراض عنه هي مظهر من مظاهر عدم التقوى. إن الإسلام في أوامره ونواهيه يخاطب عقل الإنسان ووجدانه وكيانه كله والاستجابة لأوامر الله إنما تكون بقدر بلوغ الأمر أو النهي مداه، بقدر نفاذه إلى عمق الإنسان.
ومما يدعم ذلك المناداة بصفة الإيمان: ( يا أيها الذين آمنوا) هو تحريك للجانب الإيماني، تذكير بالعهد والميثاق الذي عاهد به المؤمن ربه. ثم يعطف عليه الأمر بالتقوى وهي جماع الخير، فكل خير في الأرض إذا ابتغي به وجه الله تعالى فهو مظهر من مظاهر التقوى، وكل شر في الأرض هو بشكل أو بآخر نقص من التقوى.
شبهة واهية لأكل الربا
ويتمسك البعض بشبهة واهية فيقول: إن النهي في الآية إنما هو عن الأضعاف المضاعفة، أما النسب المقررة مثل 4 % أو 5 % أو نحوها فلا بأس فيها. وهي مناسبة يجب أن يذكر فيها هؤلاء جميعا بقوله تعالى: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب، إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون، متاع قليل و لهم عذاب أليم) النحل 117 وبقوله تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) الإسراء 36
وهذا القول من الافتراء على الله، فإذا رجعنا إلى أهل الاختصاص وجدناهم يقولون غير ذلك، فيقول صديق حسن خان في كتابه فتح البيان 2/329 :"وقوله أضعافا مضاعفة ليس لتقييد النهي لما هو معلوم من تحريمه على كل حال، ولكنه جيء به باعتبار ما كانوا عليه من العادة التي يعتادونها في الربا". وهنا لا بد من الإشارة إلى الحاجة الماسة لاحترام التخصصات فلا يقول في كتاب الله من لم يستكمل عناصر القول فيه من العلم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واللغة العربية وغير ذلك.
كما لا يقول في أي اختصاص من لم يستكمل الأهلية للقول فيه.
وقوله تعالى: (واتقوا النار التي أعدت للكافرين) قال ابن عباس: هذا تهديد للمؤمنين، أن يستحلوا ما حرم الله عليهم من الربا وغيره مما أوجب الله فيه النار.
إن النار أعدت للكافرين ولا شك، ولكن يدخلها من تخلق بأخلاقهم من المؤمنين، ويدخلها معهم من تابعهم على ما هم فيه من المخالفة لأوامر الله بتعطيلها ولنواهيه بالجرأة عليها. ولقد روي عن أبى حنيفة رحمه الله أنه كان يقول عن هذه الآية: هي أخوف آية في القرآن، حيث توعد الله المؤمنين بالنار المعدة للكافرين إن لم يتقوه.
التقوى مفتاح كل الخير والفلاح
ثم إن الإسلام لا ينهى عن خلق، ولا يحذر من أمر إلا وعطف عليه من بدائل الخير الشيء الكثير، فبعد أن نهى تعالى عن أكل الربا أمر سبحانه وتعالى بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وأمر بالمسارعة في الخيرات وكظم الغيظ والعفو عن الناس فقال تعالى: (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون، سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم، ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين).
والمقام لا يتسع لتفسير هذه الآيات وحسبنا أن نشير هنا إلى المقابلة بين المرابين الذين يأكلون الربا أضعافا مضاعفة والذين يدخلون في حرب مع الله ورسوله.وبين المتقين المنفقين في السراء والضراء والمستغفرين الذين تفتح لهم أبواب الفلاح والرحمة لطاعتهم لله وللرسول، وتفتح لهم أبواب الجنة التي أعدت للمتقين وتشملهم محبة الله التي تخص المحسنين والمغفرة والجنات التي أعدت للعاملين.
ثم يرشد تعالى عباده إلى استقراء التاريخ لمعرفة السنن التي تحكمه والتي لا تتخلف وذلك قوله تعالى: (قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين) وفي ما يشبه التذكير بكون التقوى هي الغاية وهي المفتاح لكل خير يختم النداء بقوله تعالى: (هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين).
الدكتور مولاي عمر بن حماد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نداء الإيمان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شعبة العلم :: الطبشورة الاسلامية :: الشؤون الاسلامية-
انتقل الى: