لطالما بَعُدَ عن أمته، فأبكى أمه... وفي كل مرة يسأل نفسه : أليست دمعة أمي هي دمعة أمتي؟
حَنَانَيْكَ ،قالتْ، فؤادي اُسِرْ ودمعي على البعد لم يصطبرْ
يناديك قلبي وجُل المنى لقاء ووصل وطول النظٌرْ
فإن كنتَ تصبو إلى غاية عشقتَ السنا واللظى المُسْتَعِرْ
لبستَ الرقاع وجبتَ الفَيَافِي ركبتَ المدى وامتطيتَ الخطرْ
ذكرتَ القصيد ومجدا مضى وودا يناجي ضياء السَّحَرْ
ومن عانق السحر في حِلْمِه بدا للدجى بازغا كالقمرْ
فجُدْ واصلا فالنوى قاتلي وقلبي بهذا الجفاء انفطرْ
سقيم فؤادي وداء العِدى على الفكر يجثو كداء السَّعَرْ
وإن كنت ترجو بها فتكة فيا حبذا فتكة المقتدرْ
سلوت الصبا والذي بيننا طريقٌ طويل و دربٌ وَعِرْ
تمهلْ بُنَيَّ وخفف خطاكْ فللحب في قلبنا مستقرْ
وللدمع في وجنتي رجفة كشلال ماء سقاه المطرْ
تَرَيَّثْ بُنَيَّ فرسمي رَحَلْ ولم يُبْقِ لي في الدجى من أثرْ
و بَحَّاتُ صوتي تشق المدى تهز الجبال وتُبْكِي الحجرْ
تزف لذكراك صيحاتها تنادي الصبي الوديع النَّضِرْ
أيا طفل عد فالمساء اغتدى وحان الرحيل ووقت السفرْ
وآن الأوان لكي نلتقي ونصغي لقلبٍ بَرَاهُ الكَدَرْ
حنانيك يا طفل حتى متى نُدَارِي الدموع ونَبْكِي القدرْ