الداعية احمد يخلف
الحمدلله وبعد؛فالحرف والصنائع والتجارة ينبغي أن يتولاها أهل العلم ؛والفقه ؛
لا أن يتولاها الذين لا يعرفون الحلال من الحرام.ولقد كان عمر بن الخطاب يضرب بالدرة من يقعد في السوق ؛وهو لايعرف فقه البيع والشراء.ويقول"لايقعد في سوقنا من لايعرف الربا".ولقد كان الإمام مالك رحمه الله تعالى يأمر الأمراء فيجمعون التجار والسوقة ويعرضونهم عليه ، فإذا وجد أحداً منهم لا يفقه أحكام المعاملات ولا يعرف الحلال من الحرا...م أقاله من السوق ،وقال له :
"تعلم أحكام البيع والشراء ،ثم اجلس في السوق ،فإنه من لم يكن فقيهاً أكل الربا شاء أو أبى ".من كتاب التراتيب الإداريةص:9/2.
وترجم الإمام البخاري في “باب كراهية السخب في الأسواق” وهو الصياح، نقل الدماميني عليها على ابن المنير ترجم كثيرا على إباحة السوق ثمَّ ترجم هنا على السخب فيها قال: “وكان البخاري صاحب تجارة وزرع، وقال: يروي أنه أعطي ببضاعة له خمسة آلاف فذكر في نفسه ولم يتلفظ، فأعطي فيها بعد ذلك أضعاف الأولى ألوفا مؤلفة قال: لا، قد كنت ركنت إلى الأولى، فحاسب نفسه على الهواجس التي لا تلزم”. انتهى.
وقد روي أن عمر بن الخطاب بعث من يقيم من الأسواق من ليس بفقيه.نظام الحكومة النبوية ص:17-18/2.
قال القرافي في الفروق: فمن باع وجب عليه أن يتعلم ما عينه الله وشرعه في البيع، ومن آجر، وجب عليه أن يتعلم ما شرعه الله في الإجارة، ومن قارض وجب عليه أن يتعلم حكم الله في القراض، ومن صلّى وجب عليه أن يتعلم حكم الله في تلك الصلاة، ويدل على هذه القاعدة من جهة القرآن قوله تعالى حكاية عن نوح: ﴿إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ﴾.
وحين جهل الناس أحكام البيع والشراء حل محل الصدق الكذب والغش ،وفشا الحرام والربا ،وانتشر الخداع والمخادعة بين الناس .والله المستعان.