الحمد لله وحده؛وبعد؛ فالتبرع بالأعضاء مما استجد في هذا العصر
وكان حديث الناس .
وحكم ذلك خلاف بين العلماء: منهم من أجاز ذلك اعتبارا على انه نوع من انواع الصدقة وافعال البر
، ومنهم من منعه بناء على أن الجسم ملك لله -عز وجل لايجوز التصرف فيه
ويحرم بتر عضو من أعضاء الجسم كما يحرم قتل نفسه وفي(حديث مرفوع): " مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَنْتَخِعُ بِهَا بَطْنَهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِسُمٍّ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ، وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ فَوْقِ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا".
كما فرضت في الإسلام دية على قطع الأعضاء ويحرم فعل ذلك.
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " كسر عظم الميت ككسره حيا " صحيح سنن أبي داود
ولا يجوز باتفاق بيعُ شيء من أعضاء الإنسان ولا المتاجرةُ فيها وهذا اتجاه قوي كما رأينا في المنع.,
و التبرع بالأعضاء إما أن يكون المتبرعُ في الحياة فيتبرعُ بها وهنا يُنظر له إلى ترجيح المصلحة ؛او تعارضِ المفسدتين: فتقدم الأخف ؛
كأن يكون الإنسان فاقدا للكليتين؛ فيتبرع الصحيح بإحداها إذا كانت الأخرى سليمةً ؛ وكان ذلك من طبيب ثقة؛ وقد تدخل في «المصالح المرسلة» فإذا كانت في هذا الباب المفسدةُ أقوى من المصلحة، وغلبت المفسدةُ المصلحةَ، فالحكم الحرمة، وإذا كانت المصلحة أقوى من المفسدة، فالحكم الجواز.
وقد يوصي الإنسان بذلك بعد الموت ؛فهذا لن تؤخذ منه إلا بعد الوفاة.
ومن شروط نقل الأعضاء أن لا يتم إلا بعد التحقق والتأكد التام من حدوث الوفاة الدماغية..
و الأعضاء التي يمكن زراعتها تشمل القلب؛ و الكلية ؛والبنكرياس ؛والرئة؛ والكبد.
أما الأنسجة التي يكمن التبرع بها فتشمل القرنية؛ وصمامات القلب؛ كذلك الجلد؛والعظام؛ والأربطة ؛و زراعة الكلى هي أكثر عمليات زراعة الأعضاء شيوعًا على مستوى العالم...
وأهم خطوة في عملية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة مشاركة الأسرة في ذلك لأن عملية التبرع بالأعضاء لا تتم إلا بموافقة خطية من أقارب المتوفى في حال ثبوت الوفاة.
السبت فبراير 16, 2013 7:41 am
